القائمة الرئيسية

الصفحات


مرض التوحد أو الذاتوية (بالإنجليزية: Autism) ويسمى أيضًا اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorders or ASD) هو أحد الاضطرابات العصبية التي تتسم بمشاكل في التواصل والسلوك، وعادة ما تبدأ أعراضه بالظهور قبل عمر 3 سنوات.

التوحد

تعريف التوحد 

التوحد: عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه اضطراب نمائي، تشمل أعراضه الأساسية: ضعف القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي الاهتمامات والأنشطة النمطية والمتكررة، انخفاض القدرة الفكرية العامة". (WHO.2013. p.06)

مرض التوحد

يعاني مصابو التوحد من اضطراب في النمو العصبي يؤثر على عملية معالجة البيانات في الدماغ، ما يتسبب في ضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وحدوث أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة

التوحد، ويسمى أيضاً اضطراب طيف التوحد (ASD)، وهو اضطراب عصبي نمطي شائع (نفس الفئة المصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وصعوبات التعلم، وغير ذلك من الاضطرابات التطورية)، ويعني مصطلح “اضطراب النمو العصبي” أن هذه الحالة الشاذة تخلق مشكلة رئيسية في الدماغ النامي، وتتسبب في تأخير أو تحريف أنماط مهارات الطفل النمائية، على سبيل المثال المهارات الحركية أو اللغوية أو مهارات التعلم أو المهارات الاجتماعية.

أنواع التوحد :

جرى اعتبار التوحد بأنه طيف أو نطاق من الاضطرابات، لأن مظاهره تتباين كثيرًا من حيث النوع والشدة. كان التوحد فيما سبق يُصنف في خمسة أنواع: 

التوحد التقليدي، ومتلازمة إسبرجر، والإعاقة الذهنية، والاضطراب التحللى الطفولي، واضطراب الارتقاء المنتشر، ولكن نظرًا  لوجود تداخل كبير جعل من الصعب التميز بينها، ولذلك لا يستخدم الأطباء حاليًا هذه المصطلحات، ويُطلقون على جميع أنواع التوحد اسم اضطرابات طيف التوحد (باستثناء متلازمة ريت، التي تُعد اضطرابًا وراثيًا مميزًا)يختلف اضطراب طيف التوحد عن متلازمة ريت، على الرغم من أن الكثير من المصابين بالتوحد يُعانون من كلا الحالتين. ويؤكد نظام تصنيف اضطرابات طيف التوحد على أنه ضمن الطيف الواسع للمرض قد تتباين سماته من حيث الشدة أو الوضح بين مريض وآخر.

تحدث هذه الاضطرابات بمعدل حالة واحدة لكل 54 شخصًا في الولايات المتحدة، وتكون أكثر شيوعًا عند الذكور بنسبة 4 أضعاف مما هو الحال عند الإناث. وتشير الإحصائيات إلى أن العدد التقريبي للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد قد ازداد بسبب تعلم الأطباء ومزودي الرعاية المزيد حول أعراض الاضطراب.

اسباب التوحد:

لم تعرف أسباب التوحد بدقة حتى الآن، ولكنه قد ينجم عن مشاكل في أجزاء من الدماغ مسؤولة عن معالجة المدخلات الحسية، وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها:

  • الجنس، حيث يعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بمعدل 4 مرات عن الإناث.
  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة بتوحد.
  • كبر عمر الأبوين، حيث يزيد خطر توحد الطفل كلما كان الأب أو الأم أكبر في العمر عند إنجابه.
  • استخدام بعض الأدوية أثناء فترة الحمل، أو التعرض للمواد الكيميائية، أو إصابة الأم الحامل ببعض الأمراض، مثل مرض السكري، أو السمنة، أو عدوى فيروسية.
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
  • حدوث بعض الطفرات الجينية.
  • الإصابة بمتلازمة كروموسوم إكس الهش.
  • التعرض للسموم البيئية والمعادن الثقيلة.

اعراض التوحد :

يمكن أن تظهر اعراض التوحد في أعمار مختلفة، وهذا يتوقف على شدة ونمط كل طفل. إن العبارة “لا يوجد طفلان مصابان بالتوحد متشابهان”، صحيحة تمامًا، حيث يختلف العرض السريري، وهو السبب في تسمية هذه الحالة باسم “اضطراب طيف التوحد” ومع ذلك، يمكن للعديد من علامات التحذير أن تنبهك إلى أن شيئًا ما ليس صحيحًا؛ قد تظهر هذه العلامات في وقت مبكر من السنة الأولى من العمر.

يمكن رؤية الأعراض الأساسية للصعوبة في التفاعلات الاجتماعية والمهارات اللغوية في الأشهر القليلة الأولى من العمر، حيث قد لا يحب الأطفال الذين يعانون من التوحد احتجازهم أو احتضانهم، ثم قد ينظرون بعيدًا عندما تريد إجراء اتصال بالعين. قد يستلقون بمفردهم في هدوء لساعات ولا يسعون للفت الانتباه، وهو أمر غير طبيعي في هذا العمر. قد لا يظهر هؤلاء الأطفال تعابير الوجه المناسبة، مثل الابتسامات الاجتماعية أو يضحكون عندما يتم دغدغتهم. 

من الأعراض الأساسية الهامة الأخرى تأخر أو تطوير لغة غير طبيعية. فبينما يبدأ معظم الأطفال في قول “ماما” وبابا” لوالديهم حينما يبلغون من العمر تسعة أشهر، فسوف يستخدمون أول كلمة ذات معنى في سن عام واحد تقريباً، أو قبل أقل من 18 شهرًا. غالباً ما يبدأ الأطفال الذين يعانون من التوحد الحديث في وقت متأخر أو يجدون صعوبة في الكلام تماماً. يعاني الأطفال المصابين بالتوحد من درجات متفاوتة من المتاعب في التواصل مع الآخرين وقد يقولون كلمات لا معنى لها (وكأنهم يصنعون لغتهم الخاصة). يكرر بعض الأطفال المصابين بالتوحد الكلمات التي يسمعونها كثيرًا، لكنهم لا يفهمونها، مثل الجمل أو الأغاني في الإعلانات.

يمكن رؤية انحدار اللغة في حوالي 25 ٪ من الأطفال المصابين بالتوحد. يمكن لبعض الأطفال قول بعض الكلمات ذات المغزى أو يقولون “بابا” أو “ماما” أو حتى الاتصال العادي بالعين قبل أن يتوقفوا عن الكلام ويفقدوا الاهتمام بالبشر الآخرين. تحدث هذه الظاهرة عادةً بين 12 و18 شهرًا.

علاج التوحد:

لا يوجد علاج نهائي للتوحد، ولكن يهدف العلاج إلى تحسين قدرة الطفل على التواصل، وتعديل سلوكياته، وتعزيز القدرة على التعلم والمهارات الحياتية، يختلف العلاج من طفل لآخر.

 علاج التوحد عند الأطفال:

  1. تحليل السلوك التطبيقي.
  2. نموذج دنفر.
  3. العلاج المهني.

  4. علاج النطق.

  5. العلاج بالادوية

  6. العلاج السلوكي المعرفي.

  7. علاج التكامل الحسي.

  8. العلاج الفيزيائي.

تحليل السلوك التطبيقي:

يفيد هذا العلاج في تعزيز السلوك الإيجابي والتغلب على السلوكيات غير الصحية، ويساعد في تحسين مهارات الطفل وقدراته الفكرية.

نموذج دنفر:

 ينطوي هذا العلاج على اللعب مع الطفل العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) أحد أنواع العلاج بالكلام الذي يستخدم في علاج التوحد عند الكبار والأطفال، ويهدف إلى توضيح الترابط بين المشاعر، والأفكار، والسلوكيات، ومن ثم تحديد المشاعر والأفكار التي تحفز القيام بسلوكيات غير مرغوبة وكيفية التغلب عليها.

العلاج المهني:

 يساعد هذا العلاج طفل التوحد على تطوير مهارات الحياة اليومية، مثل ارتداء الملابس، والاعتناء بالنظافة الشخصية،تدخل تطوير العلاقات: يهدف هذا العلاج إلى تعزيز المهارات الاجتماعية وتعلم الانخراط في المجتمع وتكوين علاقات.

علاج النطق:

 يساعد هذا العلاج على تحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي وتعلم فهم لغة الجسد. 

برنامج تيتش (بالإنجليزية:٢ Treatment and Education of Autistic and Communication Relate or TEACCH): هو برنامج تربوي تعليمي يطبق في المدارس للمساهمة في علاج الطفل التوحدي بعد تقييمه بشكل فردي، ويهدف إلى تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي والاندماج في المجتمع، وتحسين التواصل اللفظي بالاستعانة بالتعليمات المرئية، وكذلك التدريب على المشاركة في الأنشطة الطلابية، وتعزيز استقلالية الطفل والاعتماد على ذاته.

العلاج بالادوية:

الأدوية: يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لتقليل نوبات الصرع، أو علاج نوبات الاكتئاب أو علاج اضطرابات النوم

العلاج السلوكي المعرفي :

يعد العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) أحد أنواع العلاج بالكلام الذي يستخدم في علاج التوحد عند الكبار والأطفال، ويهدف إلى توضيح الترابط بين المشاعر، والأفكار، والسلوكيات، ومن ثم تحديد المشاعر والأفكار التي تحفز القيام بسلوكيات غير مرغوبة وكيفية التغلب عليها.

علاج التكامل الحسي:

يعد علاج التكامل الحسي نوعًا من العلاج المهني الذي يساهم في تطوير التعامل مع المعلومات الحسية لدى طفل التوحد من خلال القيام بالأنشطة الحسية لتحسين استجابة الطفل للضوء، والصوت، واللمس، وغير ذلك.

العلاج الفيزيائي:

يستخدم العلاج الفيزيائي كأحد خطوات علاج التوحد عند الأطفال، حيث يعمل على تطوير قدرات الطفل الحركية، لاسيما الأطفال الذين يعانون من صعوبة القدرة على تنسيق الحركات والتحكم بها، مثل مشاكل المشي أو صعوبة الكتابة يساهم العلاج الطبيعي أيضًا في تحسين التناسق والتوازن، وتعزيز القدرة على التحكم في العضلات لدى الطفل.

الوقاية من التوحد:

لا توجد طريقة محددة للوقاية من التوحد، ولكن قد تفيد بعض النصائح مع إجراء تعديلات في نمط الحياة في تقليل فرصة الإصابة، مثل:

  • اتباع الأم نظام غذائي صحي أثناء الحمل، والحرص على ممارسة الرياضة، والقيام بالفحوصات دورية.
  • الالتزام بتناول المكملات والفيتامينات التي يصفها الطبيب أثناء الحمل.
  • عدم تناول أي دواء أثناء الحمل دون استشارة الطبيب.
  • امتناع عن شرب الكحول.

علامات الشفاء من التوحد:

يُسمى الشفاء من التوحد أيضًا بالتعافي (بالإنجليزية: recovery)، ويختلف مقداره من شخص لآخر؛ وذلك لأن شدة التوحد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. وقد يلاحظ بعض مرضى التوحد تحسن أعراض التوحد في بعض المجالات فقط في حين تستمر الأعراض في مجالات أخرى، علامات الشفاء من التوحد:

  1. تحسن قدرة الاعتماد على الذات
  2. تحسن التواصل مع الآخرين
  3. تحسن لديهم لغة الجسد، واللغة المنطوقة، وتتحسن المهارات الاجتماعية بشكل عام.
  4. تحسن المهارات المهنية.
 وفي النهاية يعد اضطراب طيف التوحد حالة طبية معقدة لا يوجد علاج نهائي لها، ولكن يساهم علاج التوحد في الحد من الأعراض وتحسين جودة الحياة، لذلك ينبغي الالتزام بخطة العلاج التي يضعها الطبيب للنهاية

المراجع

  1. 1-    WHO (World Health Organization). (2013). Autism Spectrum Disorders et other developmental disorders MEETING REPORT from raising awareness to building capacity.
  2.   بوغمبوز، زينب وسحيري، زينب (2022). دراسة مستوى القلق و الإكتئاب عند أمهات أطفال التوحد دراسة ميدانية لـ 15 حالة. مجلة العلوم الاجتماعية، 16(3)، 132-144.`
  3.  احمد، إيمان شعبان والحلبى، نجلاء فاروق (2015)،أساليب المعاملة الوالدية وأثرها على جودة الحياه للأبناء، مجلة علوم وفنون مصر، مجلد 27،عدد2.
  4.   الشافعي، علاء ماهر(2020). مستوى القلق لدى عينة من السيدات المعنفات بمحافظات غزة. مجلة العلوم التربوية و النفسية، 4(29)،140-155.
  5. القصيرى، ابراهيم عبدالله فرج (2014)، التوحد: الخصائص والعلاج، ط1، دار الأوائل.
  6.   العوراني، عمر (2023). مستوى القلق والاكتئاب والعلاقة بينهما لدى طلبة كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية، دراسات: العلوم التربوية، 50(3)، 138-149.
  7.   الكايد، زين و سوالمة، محمد و أبو زيد، هيثم و ملحم، عايد (2020). الفرق في مستوى القلق لدى أولياء أمور الأطفال المعاقين وأولياء أمور الأطفال العاديين. دراسات: العلوم التربوية، 47(1)، 332-343.
  8.  المطيري، بشاير (2023). فاعلية برنامج تدريبي للأمهات لخفض اضطرابات النوم والقلق لدى أطفالهن ذوي الإعاقة العقلية. مجلة کلية التربية (أسيوط)، 39(10)، 1-28.


تعليقات

التنقل السريع