تذكر أن اليوم هو الغد، الذى كنت قلقا عليه بالأمس (ديل
كارنيجى).
.القلق لا يمنع ألم الغد، ولكنه يسرق متعة اليوم
قصة قصيرة
يمتلك ابراهيم محل ملابس،
وكان سعيدا في عمله، وفجأة اكتشف أن المحاسب الذى يتعامل معه ليدفع له الضرائب قد
سرقه، ولم يدفع الضرائب طوال عامين كاملين، فبدأ يشعر القلق بالشديد، كان لا يفكر
إلا في هذا الأمر وتطارده الكوابيس ليلا، كان يفكر في أنه سيدخل السجن بسبب ذلك،
وكيف مصير أولاده، وما الذى سيفعلوه بمحله، واشتد القلق عليه وتاثرت حالته الصحية
بسبب قلق الشديد، ولحسن الحظ أن صديقه جمال كان يراقب الوضع، فبادر جمال فوكل
محامى وتواصل مع هيئة الضرائب، وحصل على تسوية مناسبة وعندما علم ابراهيم بذلك
تحسنت حالته الصحية وكان سعيدا للغاية، وأدرك ان قلقه الشديد لم يكن حلا.
من المستحيل أن نعيش دون القلق، فالقلق شعور طبيعى خلقه الله فينا مثل باقى المشاعر، ومع اختلاف الأحداث والعلاقات التى تسبب لنا القلق، فنحن جميعا نشعر بالقلق بين الحين والأخر.
تعريف القلق
القلق هو انفعال يتسم بالخوف
والتوجس من أشياء مرتقبة تنطوى على تهديد حقيقى أو مجهول، ويكون من المقبول أحيانا
أن نقلق للتحفز النشط ومواجهة والخطر، ولكن كثيرا من المواقف المثيرة للقلق لا
يكون الخطر فيها حقيقيا بل متوهما ومجهول المصدر( عبدالستار ابراهيم، 2009: 9).
القلق ببساطة هو طريقة يقوم
بها العقل باعطاء استجابة للتوتر، ويعطى تنبيه بأن هناك خطر محتمل من الممكن
حدوثه، مما يساعد في إفراز هرمون الأدرينالين الذى يهيى الجسم في مواجهة الأخطار
بأى طريقة كارتفاع ضغط الدم وسرعة نبضات القلب والتعرق واصفرار الوجه.
مكونات القلق:
1- مكون إنفعالى: وتتمثل في الأحاسيس مثل القلق والتوتر
والأنزعاح.
2- مكون معرفي: وتتمثل في التاثيرات السلبية لهذه
الأحاسيس على الأدراك السليم للموقف والأنتباه والتركيز.
3- مكون فسيولوجى: يترتب في حالة تنشيط الجهاز العصبى
الفسيولوجى المستقبل مثل زيادة عدد نبضات بسرعة التنفس وارتفاع ضغطات الدم.
المشكلة الأساسية في أن كثرة الضغوطات والمخاوف قد يتحول
القلق إلى خوف مستمر وقلق مرضى.
يقسم القلق إلى قسمين (أنواع القلق):
1- قلق موضوعى وهو القلق الناتج عن إدراك المرء لخطر
يهدده، فيكون القلق بهذه الحالة وظيفة إعداد الفرد لمواجهة الخطر بالقضاء عليه أو
تفاديه.
2- قلق عصابى وهذا النوع لا يعرف سببه، وهذا يجعل
المعاناة أصعب من القلق بسبب صعوبة تحديد مصادره.
أسباب القلق
1- أسباب فسيولوجية ينشأ القلق من نشاط الجهازين
العصبين السمبثاوى والبارسمبثاوى وهم داخل الألياف الخاصة بالأنفعال.
2- نزع غرائز قوية: عندما تقوم بنزغ غرائز قوية مثل
الجنس والعدوان يعجز كبحها، فالمجتمع يرفض هذه الغرائز، وفي هذه الحالة يجد
الأنسان نفسه بين تحدى بين مجتمعه وأنظمته وكبح غرائزه.
3- أفكار ومشاعر مكبوتة: من الأفكار والمشاعر الخيالات والتصورات والذكريات الأخلاقية التى تترك شعور للفرد بالذنب .
4- عامل السن: إن عامل السن له أثر بالغ في نشاط القلق
فهو يظهر عند الأطفال باعراض تختلف عن الناضجين.
5- حالات قلق الشعور بالذنب: حالات خاصة من الظروف
الفردية تسبب التوتر الذهنى والأرق والقلق.
6- الضغوطات البيئية المحيطة مثل ضغط العمل، ومشاكل
العلاقات.
7- التاريخ العائلى المرضى: من الممكن أن يرجع أسباب
القلق إلى الوراثة.
مراحل الشعور بالقلق(أعراض القلق والتوتر والاكتئاب)
قسم ديفيد ف شيمان (2019) بتقسيم القلق إلى مراحل:
1- مرحلة النوبات حيث يبدأ القلق غالبا عن طريق مجموعة
من الأعراض التى تحدث مفاجئة.
2- مرحلة الهلع يشعر فيها الفرد بان كل شي خارج السيطرة
وأختلال في التوازن وقصور حاد في التنفس.
3- توهم المرض تسيطر على الفرد الشعور الدائم بالمرض.
4- المخاوف المرضية المحددة إن المصابون بالقلق وقد
يصابون غالبا بنوبات من المخاوف غير المتوقعة.
5- الأكتئاب وياتى نتيجة لكثرة الأشياء التى يخشاها
ونتيجة لشلله الأجتماعى.
علاج القلق:
هناك مجموعة من الخطوات تساعدك على تجنب القلق وخفض
أعراضه ومساعدتك دائما الحفاظ على توازنك النفسي:
1- الأجازات الدورية: التغيير والتجديد هام ويحسن الصحة
النفسية.
2- الدعم النفسي والبيئى للفرد، وتحسين البيئة المحيطة
والبعد عن الأفكار السلبية.
3- التخلص من الضغوطات والعمل على التوازن اليومى.
4- مرن نفسك على تدريبات التنفس العميق، وتمرينات
الأسترخاء.
5- ممارسة التمارين الرياضية، فالرياضة أساس الصحة
النفسية.
6- ممارسة اليوجا والتأمل لمساعدتك على إستعادة توازنك
النفسي.
7- العلاج المعرفي السلوكى وذلك عن طريق تعديل المعارف
الخاطئة واكتساب المهارات والسلوكيات الصحيحة.
8- النظام الغذائى السليم، والبعد عن تناول الكافيين
والنكوتين، وعدم تناول الأدوية بدون وصفات طبية.
9- إن أستمر القلق لمدة تزيد عن 6 شهور، فلا تتردد
واستشر الطبيب النفسي.
وأخيرا استعن بالله ولا تأيس وحافظ دائما على نفسك فهى
أمانة من ربك، حافظ على نفسك وروحك وسعادتك ولا تعجز، ازرع دائما في قلبك
الإيجابية والحب والثقة.
المراجع
1- عبد الستار ابراهيم (2009): علاج القلق، دار النشر
للجامعات، مصر.
2- ديفيد ف شيمان(2019) طور نفسك، مكتبة جرير، المملكة العربية السعودية.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا اذا اعجبك الموضوع
اقترح موضوعا اخر اذا لم يعجبك