القائمة الرئيسية

الصفحات

قصه الجريمة التى حيرت المجتمع الطبى والقضاء في كندا

قصه الجريمة التى حيرت المجتمع الطبى والقضاء في كندا

في سنة 1992، وفي ليلة الهالوين في كندا تصدرت بلدة زراعية صغيرة عناوين الأخبارالمحلية، بسبب فتاة زعمت أنه تم إغتصابها علي يد طبيبها المعالج ، وبعد أن تم عمل فحوصات الحمض النووي للطبيب بقرار من المحكمة تبين أن الطبيب برئ من التهمة.، ولكن الضحية مصرة علي أن الذي إغتصبها هو الطبيب المعالج، فما الذي تعرفه أمرأة بشهادة ثانوية عامة ولا يعرفه أفضل العلماء في العالم ؟!

الجريمة 1

يوجد بلدة صغيرة تدعي (كيبلينج ، ساسكاتشوان _ Kipling, Saskatchewan ) تقع علي طول المراعي الجميلة لجنوب غرب كندا . عدد السكان بهذه القرية قليل جدا لدرجة إن كل فرد فيها يعرف الآخر ، ونسبة الجريمة في تلك البلدة قليلة جدا مقارنة بالمقاطعات والبلدان المجاورة، ولكن في عام 1990 تحديدا في ليلة الهالوين، إمرأة تحت إسم ( بولي كاندي - Pole Candy ) عمرها 23 عاما مطلقة و أم لطفل، أثناء عملها في محطة وقود تشاجرت مع صديقها وكانت غاضبة جدا حتي كاد أن يغمي عليها، فركبت سيارتها مسرعة متجهة إلي المستشفي قاصدة صديقتها الممرضة التي تعمل هناك لتحكي لها ما حدث، وعندما وصلت كاندي كان يبدوا عليها الغضب والإستياء. فإقترحت عليها صديقتها أن تعرض نفسها علي الطبيب ليصف لها بعض المهدئ.

وكان الطبيب المداوم في تلك الليلة هو الطبيب ( جون شنيبيرجر - John Schneeberger )هو نفسه كان الطبيب الخاص "بكاندي" والذي قام لها بعملية الولادة الناجحة في إبنها.


الجريمة 2

وقالت " كاندي " أن الدكتور " جون " إقترح عليها أن تأخذ مهدئ، رغم أنها لم تعد غاضبة ومنفعلة إلي الحد الذي يتطلب ذلك وكل ما قالته للطبيب أنها كانت غاضبة جدا من "Danny - داني " صديقها وقالت مجازا أنها كانت تشعر وكأنها تريد قتله ، وقالت "كاندي" : " كنت أظن فقط أنه سينصحني بتناول حبة مهدئة للاعصاب أو أي شئ مرخي للعضلات " فالأمر كان بسيطا ومجرد خلاف مع صديقها أثار إنفعالهما، ولكن بدلا ذلك، أعطاها الطبيب " جون " حقنة مخدرة !!

وقالت " كاندي" أنها بعد أن تم حقتها غابت عن الوعي في التو واللحظة"

 وأكملت قائلة " لم يكن لدي أي تحكم او سيطرة على جسدي،

 وكأن عضلات جسدي إختفت و أصبحت فقط مثل قطعة من الهلام تترنح حتي تساقطت مغشيا عليها، وأكملت:

 حاولت الصراخ والإستغاثة بينما كنت أهوي علي سرير الفحص ولكن لم يخرج مني اي صوت سوي همهمة خفيفة فقد كنت علي وشك أن أغيب عن الوعي.

 لقد كان الأمر مخيفًا جدًاً و مرعبا.

كاندي لم تكن متأكدة مما حدث بعد ذلك ولكنها كانت علي يقين أنه تم إغتصابها.

وعندما إستعادة "كاندي" وعيها ، خطر ببالها أن تضع ملابسها الداخلية في كيس محكم الإغلاق.

وكانت "كاندى" مازالت مشوشة وتشعر بالدوار وغير قاردة علي الخروج من المستشفي والعودة لمنزلها فإقترحت عليها صديقتها الممرضة أن تقضي الليله في المستشفي وتغادر صباحاً.

ولم تحكي لها كاندي عن ظنها بأنه تم إغتصابها بالمستشفي.

و في اليوم التالي ، واجهت " كاندي" الدكتور " جون شنيبيرجر"

وقالت له " ما الذي أعطيته لي بالأمس ؟؟! "

فإبتسم وقال : " لماذا. هل سبب لكي أي كوابيس مزعجة ؟!

وعندما غادرت "كاندي" المستشفي، تحدثت إلي والديها وافصحت عن شكوكها.

ووالديها في المقابل لم يشككوا لحظة في كلامها من تعابير وجهها الصادقة والتي بدا عليها الفزع.

وبعد ذلك أخذت "كاندي" سيارتها وتوجهت مسرعة إلي مدينة "ريجاينا" والتي تبعد عن بلدتها بحوالي ساعتين بقيادة السيارة وذهبت إلي عيادة للتحاليل للطبية .

وهناك وجدوا أدلة على وجود سائل منوي على سروالها الداخلي وبنطالها الجينز .

وتحليل الدم أظهر دواء غير عادي في دم "كاندي" يدعي "Versed _ فيرسيد ".

وهذا الدواء هو مخدر يستخدمه الأطباء للتنويم والتخدير قبل العمليات الجراحية وأيضا قد يستخدم لعلاج النوبات الحادة والشديدة للأرق.

بعد إنتهت كاندي من عمل التحاليل وبعد حصولها علي النتائج، إتهمت الدكتور " جون شنيبيرجر " مباشرة بالإعتداء الجنسي عليها تحت تأثير المخدر، ولكن أغلب سكان بلدة "كيبلينج" لم يصدقوا كاندي.

فالدكتور " جون شنيبيرجر " كان طبيبا صالحا وناجح ويحظي بالإحترام وسط سكان البلدة، ولم يتم إتهامه أبدا من قبل بشئ كهذا من قبل أي إمرأة أو فتاة، فبعض السكان إعتقدوا أن "كاندي" كأم عزباء كانت تحاول الإيقاع بالطبيب "جون" وترغب في الزواج منه، أو أنها كانت تريد مبلغ من المال عن طريق إبتزاز الطبيب مقابل إنهاء الجدل الدائر، أيضا عدم إبلاغ "كاندي" لفريق التمريض بما حدث لها داخل المستشفي أثناء وجودها أثار الشبهات. فقد كان هناك ممرضتان في المناوبة في تلك الليلة ، وفي الواقع كانو في نفس الغرفة التي يُزعم وقوع عملية الاغتصاب بها.

ولكنهم لم يروا أي شئ !!

ولإنهاء الجدل الدائر وقتها، ذهب الدكتور "جون شنيبيرجر " طوعا عن طيب خاطر لعمل تحليل ال DNA عن طريق سحب عينة دم منه ، و بينت الفحوصات أن تحليل ال DNA من الدم المسحوب من د. "جون" غير متطابق مع المواد البيولوجية ومسحة المهبل وعينات الحيوانات المنوية التي وجدت علي ملابس " كاندي". وتم إثبات براءة الدكتور "جون شنيبيرجر " وتم إغلاق القضية عام 1992، ومرت شهورعدة علي القضية، والشرطة والقضاء وسكان بلدة كيبلينج. إقتنعوا بالدلائل ووضعوا قضية كاندي خلف ظهورهم، المتعاطفين منهم وغير المتعاطفين علي حد سواء، ولكن "كاندي" كانت مازالت مصرة علي أنه تم إغتصابها علي يد الطبيب "جون شنيبيرجر" وفي نظرها أن المجرم فر من العقاب بشكل ما أو أن أحد ما عبث في نتائج التحاليل ، وعلي مدار الأشهر التالية أصرت علي فتح القضية مرة أخري وبالفعل في عام 1993 تم فتح القضية مرة أخري والبدء في تحقيقات جديدة، ووافق الدكتور " شنيبيرجر " للتطوع وسحب جرعة دماء أخري من يده لعمل فحص لل DNA للمرة الثانية ، ولكن هذه المرة سيتم سحب العينة بواسطة ممرضة مسجلة بالمؤسسات الحكومية وتحت رقابة شديدة من الشرطة، وتم أخذ العينات فورا بعد التحليل إلى مختبر الطب الشرعي في مقر الشرطة، وللمرة الثانية ، لم يتطابق الحمض النووي الخاص بالدكتور " جون شنيبيرجر" مع العينات البيولوجية والسائل المنوي الموجود على ملابس كاندي ، وكانت تلك الأخبار كالصاعقة علي مسامع "كاندي" ووالديها الذين أصروا أن هناك شئ خاطئ وغير مفهوم بالموضوع، والقليل الذي كان متعاطفا مع "كاندي" أصبح غير مؤمنا بقضيتها وندموا علي دعمهم السابق لها، و في عام 1994 ، تم إغلاق القضية للمرة الثانية. وبعد عمل فحص مرتين للطبيب وكانت النتائج سلبية كان من الصعب بل ومن المستحيل فتح ملف التحقيق مرة أخري في هذه المسألة

بعد ذلك عينت" كاندي" محقق خاص علي حسابها الشخصي، وبدأ ذلك المحقق يراقب تحركات الطبيب " جون شنيبيرجر "، وفي أحد الأيام حاول أن يقتحم سيارته بالخفاء ليجد أي شئ يخص "د.جون" وبالفعل وجد قليل من الشعر علي مسند الرأس، ولكن تلك الشعيرات كانت بلا جذور فهي لا تصلح لفحص ال DNA ، وأيضا كان بالسيارة أنبوب صغير مرطب للشفاه، غالبا يخص الطبيب جون ،  و طلبت كاندي من مختبر خاص عمل فحص على نفقتها الخاصة للخلايا الطلائية الموجودة علي نهاية مرطب الشفاه، فتلك الخلايا الظاهرية قد تحتوي على ما يكفي من الحمض النووي المطلوب للإختبار . وبالفعل تم الفحص.

وكانت المفاجأة !! كانت نتائج التحاليل إيجابية، وال DNA الموجود علي مرطب الشفاه يطابق ال DNA الموجودة في تحاليل ملابس كاندي لم تتفاجئ "كاندي" بالنتائج، علي عكس من حولها، ولكن أعطاها ذلك شعور بالسلام والثقة في نفس الوقت علي أن لديها ما يثبت أنها علي حق وأن المدعي عليه د. جون شنيبيرجر مجرم ومغتصب.

لكن كانت هناك مشكلتان.

 أولاً ، لم يكن هناك دليل على أن الخلايا تخص الدكتور جون شنيبرجر.

 ثانيًا ، لا يمكن استخدام الدليل في المحكمة ، لأن المحقق اقتحم المحقق السيارة دون إذن قضائي.

ولكن إذا كانت الخلايا الموجودة على مرطب الشفاه هي خلايا الدكتور شنيبرجر ، فلماذا يختلف الحمض النووي من شفتيه عن ذلك الذي في عينة دماءه ؟!! لمعرفة ذلك ، رفعت كاندي دعوى مدنية ضد الدكتور شنيبيرجر ووجهت إليه اتهامات لدى المجتمع الطبي المحلي ، و كل هذا الضغط دفع الدكتور جون شنيبيرجر للموافقة مرة أخري على إجراء اختبار آخر للحمض النووي هذه المرة تم تصوير إجراء التحليل وعملية سحب العينة على شريط فيديو من قبل الشرطة وتم إجراء الفحص في مختبر الطب الشرعي التابع لهم.

الجريمة 3

وكان الطبيب ودودًا جدا ومتعاونًا، وعندما جاءت الممرضة لشك إصبعه لسحب العينة رفض الطبيب بكل أدب موضحا أن حالة طبية في إصبعه تسبب له التورم، وسحبت الممرضة العينة من ذراع الطبيب ، وللمرة الثالثة علي التوالي جاءت نتائج الفحص سلبية، وال DNA الخاص بالطبيب جون شنيبيرجر غير متطابق مع السائل المنوي والمواد البيولوجية الموجودة علي ملابس "كاندي"، وأخبرت الشرطة كاندي بالنتائج، إنهارت كاندي وشاهدت شريط الفيديوا عشرات المرات حتي كادت أن يجن جنونها، وتم إغلاق القضية للمرة الثالثة بعد ثلاث فحوصات سلبية تم عملها للمدعي عليه وأثبت براءته من التهمة الموجهة إليه، وهنا إستسلمت "كاندي" وعائلتها للأمر الواقع ولم يفتحوا الموضوع مرة أخري وشعرت بالحزن .

ولكن في 25 أبريل 1997 ، بعد 5 سنوات من قضية الاغتصاب، تم فتح القضية مرة أخري بعد أن قالت ابنة زوجة الطبيب جون شنيبرجر لوالدتها، أن "جون" يحقنها كل ليلة بمادة معينة وأحيانا يتحسس مناطق حساسة في جسدها ، فجن جنون الزوجة أم الطفلة وبحثت في مكتبه وفتشت أدراجه لتجد علبة مليئة بالواقي الذكري وأدوية مخدرة من ضمنها عقار " Versed _ فيرسيد " نفس العقار الذي تم إكتشافه في دماء "كاندي" بعد الفحص أثناء التحقيق.


الجريمة 4

فأسرعت الزوجة لقسم الشرطة، وتم فتح التحقيق للمرة الرابعة ولكن هذه المرة كانت الشرطة علي يقين أن هذا الطبيب مجرد مجرم محترف يتلاعب بهم بشكل أو بآخر، فورا ألقي القبض على الدكتور جون شنيبرغر وصدرت أوامر بإجراء إختبار DNS _ فحث حمض نووي آخر، وأيضا تم تصوير عملية الفحص علي شريط فيديو، أخذت الشرطة عدة عينات من المدعي عليه من شعره ومن لعابه ومن دماءه، وهذه المرة كانت الشرطة صارمة وتم أخذ جرعة الدماء من إصبعه وليس من ذراعه.

الجريمة 5

وكانت المفاجأة !! - نتائج إختبار الحمض النووي من جميع العينات الثلاث مطابقة للحمض النووي الموجود في مسحة المهبل من "كاندي" والمواد البيولوجية ومن الحيوانات المنوية التي علي ملابسها .

الآن فقط ساندي تنفست الصعداء، وعلم الجميع أنها كانت علي حق وسوف تنال العدالة مجراها من ذلك المجرم المخادع.

ولكن يظل السؤال المطروح بلا إجابة ؟ كيف يمكن أن تكون نتائج التحاليل الثلاثة الأولي سلبية وغير مطابقة ؟؟!

في شهر نوفمبر من عام 1999 ،

قدم الدكتور جون شنيبرجر للمحاكمة في "ساسكاتشوان" بتهمة اغتصاب مريضته "كاندي" والإعتداء جنسيا علي "إبنة زوجته"و على منصة القضاء بعد الضغط علي المتهم كشف جون شنيبيرجر عن سره لأول مرة قال إنه أدخل جراحيًا أنبوبًا بلاستيكيًا طوله ١٥ سم تحت الجلد في ذراعه اليسرى ، مملوءًا بدماء أحد مرضاه.

الجريمة 6

وهذا يوضح سبب إصراره على سحب الدم من ذراعه بدلا من إصبعه الذي إدعي أنه يتورم. وإذا إذا نظرت عن كثب على الفيديو الخاص بسحب عينة الدم ، سترى أن الطبيب كان حريصا جدا على سحب كم القميص بشكل حذر للأعلي، حتى لا يكشف الجرح الذي فعله في أعلي ذراعه حتي يزرع الأنبوب بالداخل، وللحظات قليلة، يمكنك ملاحظة الأنبوب بارزا من ذراعه.

الجريمة 7

في النهاية

تم إتهام الدكتور "شنيبرغر" بثلاث إتهامات، بتهمة الاعتداء الجنسي على كاندي ، وتضليل العدالة،  كما أدين بالاعتداء الجنسي على إبنة زوجته ، وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات، كانت هذه من أكثر القضايا الغريبة والمحيرة في تاريخ كندا.

وبالفعل ما ضاع حق وراءه مطالب.

فكاندي كانت بالفعل مثالا على صاحب الحق اللحوح الملحاح الذي لا يكل ولا يمل من المطالبة بحقه وحقوقه وإصراره على إنتزاعها ممن تسول له نفسه بالإعتداء والظلم. 


تعليقات

التنقل السريع